القلب المجروح .:: صاحب الموقع ::.
الجنس : عدد المساهمات : 374 نقاط : 967 تاريخ التسجيل : 28/08/2010 الموقع : الاحساء
| موضوع: توبة امريء القيس الثلاثاء أكتوبر 05, 2010 7:52 pm | |
| روى المرزباني عن الأزدي قال : كان أمرؤ القيس الكندي طويل المصاحبة للهو واللذات كثير العكوف على اللعب فركب يوما اما متبديا واما متصيدا فانقطع عن اصحابه فاذا هو برجل جالس قد جمع عظاما من عظام الموتى وهي بين يديه يقلبها فقال : ما قصتك ايها الرجل ؟ وما بلغ بك الى ما أرى من سوء الحال وتلويح اللون والانفراد في هذه الفلاة ؟ فقال اما ذلك فلاْني على جناح سفر بعيد وبي موكلان مزعجان يحدوان بي الى منزل ضنك المحل مظلم القعر كريه المقر ثم يسلماني الى مصاحبة البلى ومجاورة الهلكى تحت اطباق الثرى فلو تركت بذلك المنزل مع جفائه وضيقه ووحشته وارتعاء خشاش الارض في لحمي وعصبي حتى اعود رفاتا وتصير اعظمي رمما، كان للبلاءانقضاء وللشقاء نهاية ولكني ادفع الى بعد ذلك الى صبيحة الحشر وأرد لهول مواقف الجزاء ثم لا أدري الى اي الدارين يؤمر بي فأي حال يلتذ به من يكون الى هذا الامر مصيره 0 فلما سمع الملك كلامه ألقى نفسه عن فرسه وجلس بين يديه وقال : أيها الرجل لقد كدر مقالك علي صفو عيشي وملك الاشفاق قلبي فأعد علي بعض قولك واشرح لي دينك فقال له : اما ترى هذه التي بين يدي ؟ قال بلى قال :هذه عظام ملوك غرتهم الدنيا بزخرفها واستحوذت على قلوبهم بغرورها فألهتهم عن التأهب لهذه المصارع حتى فاجأتهم الآجال وخذلتهم الآمال وسلبتهم بهاء النعمة وستنشر هذه العظام فتعود أجسادا ثم تجازى بأعمالها فأما الى دار القرار وأما الى دار البوار 0 ثم اختلس الرجل فلم ير له أثر وتلاحق اصحاب الملك وقد امتقع لونه وتواصلت عبراته فلما جن عليه الليل نزع ما عليه من لباس الملك ولبس طمرين وخرج تحت جنح الليل فكان اخر العهد به 0 نتعلم من ذلك : ان الانغماس باللهو مشغلة عن ذكر الله وطاعته وقسوة للقلوب00000 ذكر الموت والحساب والنشور يحيي القلوب اللاهية ويعيدها الى طريق الهداية وسبيل الرشاد والنجاة0000 ان كل من على هذه البسيطة (فان) مهما طال الامد | |
|