بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وسَهِّلْ مَخْرَجَهُمْ والعَنْ أعْدَاءَهُم
اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، شَجَرَةِ النُّبُوَّةِ، وَمَوْضِعِ الرِّسالَةِ، وَمُخْتَلَفِ الْمَلائِكَةِ، وَمَعْدِنِ الْعِلْمِ، وأهل بَيْتِ الوحي
السلام على المذبوح من القفا السلام على المدبوح من الوريد الوريد
السلام عليك يامولاي يا أبا عبدالله الحسين [/color]
لو تأمل المتأمل في سر ذبحه عليه السلام من القفا، منكباً على وجهه في الثرى..لاستقضى منه العجب،
وأدرك ان تلك الحالة مشحونة بلطائف وأسرار:
أولاً: انه عليه السلام كان في تلك الحالة في مقام الإعراض عن الخلق والإقبال على الحق (تبارك وتعالى)..
وهذه الهيئة أقرب الهيئات إلى هذا المقام، وتلك الحالة أكمل الحالات في ذلك المرام..
وهي تُشعر بأن الحسين عليه السلام كان في هذا الوقت مستغرقاً في بحار الشهود.. والهاً في جمال المعبود..
غير ناظرٍ إلى شيء من الأشياء، ولا متوجهٍ إلا لخالق الأرض والسماء..
تركتُ الخلق طراً في هواكا وأيتمت العيــال لكي أراكا
فلو قُطِّعتُ إرباً ثم إربــــــاً لما حنّ الفؤاد إلى ســواكا
ثانياً: إن هذا الاستدبار في مقام الاستنكار..
فيه إشارة إلى أن الحسين عليه السلام ما كان يميل إلى مواجهتهم ..
ولا يبادر إلى مقاتلتهم ولا يقوم إلى معارضتهم..
وكان في كل آن يلين جانبه في ترك المجادلة..
ويميل بطبعه إلى الإعراض عن المقابلة..
لأنه بصدد مقابلة الله ذي الجلال، فلا يلتفت إلى أحد سواه ..((واجذبني بمنّك حتى أقبل عليك)).
فلو خُلّي عليه السلام وطبعه لكان ملولاً عن معارضتهم..
ومتأسفاً على منازعتهم...
ثالثاً: إن الأئمة عليهم السلام كانوا يتحملون
في جنب الله تعالى ورضائه جميع المصائب والآلام..
لكنهم عليهم السلام لا يمكِّنون أنفسهم من ورود الذلة والإنكسار عند الناس ..
ولا يتذللون اليهم أبداً، ولا يقدمون إلى المهانة يقيناً..
ولما كان قطع الرأس والأوداج مع المواجهة للقاتل
نوع ذلة ومهانة للمقتول، ما أحبّ الحسين عليه السلام
أن يمكّن قاتله من هذه الذلة، فطالبه بكبّه على القفا،
وذبحه بتلك الحالة عزيزاً مشرفاً.
رابعاً: ان الحسين عليه السلام لما كان مظهراً
للولاية الكلية والقدرة اللاهوتية، وكانت أنوار الجلال
وإشراقات الكمال تنبعث من محيّاه المقدس
وتحول دون بلوغ المقصد، من جهة كونها مانعة لذلك
الزنديق من إتمام فعله الشنيع ..
أراد الحسين عليه السلام أن لا تعوق سطوات
أنواره القادسة من تنفيذ مهمة الشمر البائسة،
فصرف وجهه عنه ليتحقق له المقصود،
ويفوز هو عليه السلام بلقاء الملك المعبود.
خامساً: لما كان الحسين عليه السلام في مقام
تكميل مراتب الخشوع، وإظهار أسباب الخضوع
في جنب الله سبحانه، وكان الوقوع على التراب
بحالة السجدة المعفّرة أقرب الحالات بالخشوع،
وعند حضور وقت الشهادة شاء (صلوات الله عليه) أن يكون ذبحه بتلك الهيئة، فهو عليه السلام حينئذٍ ما أبقى نكته من نكات العبودية إلا وأتمها، ولا دقيقة من دقائق الخضوع إلا وأكملها ..
السلام عليك ياابا عبد الله وعلى الاروح التي حلت بفنائك
عليك مني سلام الله ابدا مابقيت وبقي الليل والنهار..
ونسألكم الدعاء
</B></I>