فضة خادمة الزهراءالمرأه التي لا تتكلم الا بالقران
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد والِ محمد وصحبة الميامين
قال عبد الله بن المبارك : خرجتُ حاجّاً إلى بيت الله الحرام، وزيارة قبر نبيه محمدٍ
عليه و على آله الصلاة والسلام .
فبينما أنا في بعض الطريق إذ أنا بسَوَادٍ، فـتـَمَـيَّـزْتُ ذاك فإذا هي عجوز
عليها درع ٌ من صفوف، وخمارٌ من صوف.
فقلت: السلام عليك ورحمة الله وبركاته.
فقالت: {سلامٌ قولاً من ربّ ٍ رحيم}.
فقلت لها: يرحمك الله، ما تصنعين في هذا المكان؟
قالت: {ومن يُضلل اللهُ فلا هاديَ له}.
فقلت لها: أين تريدين؟
قالت: {سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى}.
فقلت لها: أنت منذ كم في هذا الموضع
قالت: {ثلاث ليالٍ سويّاً}.
فقلت: ما أرى معك طعامًا تأكلين،
قالت: {هو يطعمني ويسقين}.
فقلت: فبأي شيء تتوضئين؟
قالت: {فإن لم تجدوا ماءً فتيمموا صعيدًا طيباً}.
فقلت لها: إن معي طعامًا، فهل لك في الأكل؟
قالت: {ثم أتموا الصيام إلى الليل}.
فقلت: ليس هذا شهر رمضان،
فقالت: {ومن تطوعَ خيرًا فإن اللهَ شاكرٌ عليم}.
فقلت: قد أبيحَ لنا الإفطار في السفر،
فقالت: {وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون}.
فقلت: لم لا تكلمينني مثلما أكلمك؟
قالت: {ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد}.
فقلت: فمن أي الناس أنتِ؟
قالت: {ولا تـَـقـْـفُ ما ليس لك به علم إن السمعَ والبصرَ والفؤادَ كل
أولئك كان عنه مسؤولا}.
فقلت: قد أخطأتُ فاجعليني في حِلٍ.
قالت: {لا تثريبَ عليكم اليوم يغفر الله لكم}.
فقلت: فهل لكِ أن أحملك على ناقتي هذه فتدركي القافلة؟
فقالت: {وما تفعلوا من خير يعلمه الله}.
فأنختُ ناقتي ........
فقالت: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم}.
فغضضتُ بصري عنها........
وقلت لها اركبي،
فلما أرادت أن تركب نـَـفـَـرَت الناقة فمزقت ثيابها......
فقالت: {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم}.
فقلت لها: اصبري حتى أَعْقِلـَـها،
فقالت: {ففهمناها سليمان}.
فعقلتُ الناقة .......
وقلت لها : اركبي.
فلما ركبت قالت: {سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون}.
فأخذتُ بزمام الناقة وجعلت أسرع وأصيح.......
فقالت: {واقصد في مشيك واغضض من صوتك}.
فجعلتُ أمشي رويدًا رويدًا وأترنم بالشعر
فقالت: {فاقرءوا ما تيسر من القرآن}.
فقلت لها: لقد أوتيتِ خيرًا كثيرا
فقالت: { وما يذكر إلا أولوا الألباب}.
فلما مشيتُ بها قليلاً....
قلتُ: ألكِ زوج؟
قالت: { يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم}.
فسكتُّ ولم أكلمها حتى أدركت بها القافلة،
فقلت لها: هذه القافلة، فمن لك فيها؟
فقالت: {المال والبنون زينة الحياة الدنيا}.
فعلمتُ أن لها أولادًا ......
فقلت: وما شأنهم في الحج؟
قالت: { وعلامات وبالنجم يهتدون}.
فعلمتُ أنهم أدلاء الركب.
فقصدتُ بها القباب والعمارات
فقلت: هذه القباب، فمن لك فيها؟
قالت: {واتخذ الله إبراهيم خليلا}،
{وكلم الله موسى تكليما}،
(يا يحيى خذ الكتاب بقوة).
فناديتُ: يا إبراهيم، يا موسى، يا يحيى.
قالت: (فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة فلينظر أيها أزكى طعامًا فليأتكم برزق منه).
فمضى أحدهم فاشترى طعامًا فقدمه بين يديّ،
فقالت: (كلوا واشربوا هنيئـًا بما أسلفتم في الأيام الخالية).
فقلتُ: الآن طعامكم عليّ حرام حتى تخبروني بأمرها.
فقالوا: هذه أمّـنا فضة منذ أربعين سنة لم تتكلم إلا بالقرآن مخافة أن تزلَّ فيسخط عليها الرحمن،
فسبحان القادر على ما يشاء.
فقلتُ: (ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم).
السلام على فاطمة الزهراء وعلى ابيها وبعلها
وبنيها والسر المستودع فيها