سارت سلطنة عمان على درب أبطال الخليج في الدورات الثلاث الأخيرة وودعت خليجي 20 لكرة القدم من الدور الأول بعد أن فشلت في تقديم ما يشفع لها بالاستمرار اليوم الاثنين.
وصاحبت المنتخب العماني الامال بأن يصبح أول فريق يحتفظ باللقب الخليجي منذ 2004 لكنه سجل هدفا وحيدا في ثلاث مباريات تعادل فيها جميعا ليجمع ثلاث نقاط ويخرج من الدور الأول في المجموعة الثانية تاركا التأهل للدور قبل النهائي لفريقين لم يكن أحد يرشحهما قبل انطلاق البطولة.
وأنهت الإمارات التي تلعب بدون نجوم مؤثرين أبرزهم إسماعيل مطر لاعب الوحدة الذي يستعد للمشاركة في كأس العالم للأندية في أبوظبي الشهر المقبل الدور الأول في صدارة المجموعة الثانية بخمس نقاط بعدما سجلت ثلاثة أهداف وهي التي لم تهز الشباك في المباراتين السابقتين لتهزم البحرين 3-1.
واحتل العراق الذي لم يستعد بالشكل المناسب للمنافسات في اليمن المركز الثاني بفارق الأهداف عن الصدارة بعد أن فرض التعادل بدون أهداف على العمانيين الذين سيكون عليهم انتظار خليجي 21 المقررة في العراق للبحث عن لقب ثان في البطولة.
ودخلت عمان بقيادة المدرب الفرنسي الشهير كلود لوروا البطولة وهي الفريق الوحيد من المنتخبات المشاركة بالاضافة الى اليمن الذي لم يتأهل لنهائيات كأس اسيا التي تنظمها قطر العام المقبل.
وساد اعتقاد بأن حامل اللقب الذي شارك بتشكيلته الأساسية سيملك أفضلية واضحة على بقية المنافسين الخليجيين الذين فضل بعضهم مثل السعودية وقطر التركيز على البطولة الاسيوية والمشاركة في خليجي 20 بلاعبين غير أساسيين.
لكن الامال الكبيرة انهارت سريعا وسيعود الفريق إلى بلاده ليبحث عن أسباب الهزيمة التي ستزيد الام الجمهور العماني بعد الفشل في بلوغ كأس اسيا 2011 بتعادل سلبي مماثل أمام الكويت في الجولة الأخيرة في وقت سابق هذا العام.
والمؤكد أن الانتقادات ستتواصل ضد لوروا المدرب الذي صنع شهرته بالفوز بكأس الأمم الافريقية مع الكاميرون عام 1988 بعد التراجع الواضح منذ حقق الفريق على يديه اللقب الخليجي في مسقط في مطلع 2009.
وقال خالد بن حمد البوسعيدي رئيس الاتحاد العماني لكرة القدم في تصريحات تلفزيونية عقب المباراة "سيستمر الجهاز الفني معنا."
وأضاف "لا يجب أن نلقي اللوم على أحد فالحظ لم يحالفنا في تسجيل هدف (ضد العراق). نحن متأثرون لأننا لم نصعد لكننا واثقون من قدرتنا على تجاوز هذه المحنة."
لكن مشاركين على موقع "سبلة عمان" وهو موقع محلي يحظى بشهرة واسعة على الانترنت قالوا إنهم سيطلقون حملة للمطالبة بإقالة المدرب.
كما ألقى الصحفي الرياضي محمد زهران باللوم على المدرب الفرنسي لخروج الفريق.
وقال زهران رئيس القسم الرياضي بصحيفة الوطن العمانية لرويترز عبر الهاتف من مسقط "عمان افتقدت للحماس الذي يميزها رغم استمرار أكثر من 70 بالمئة من اللاعبين الذين شاركوا من قبل (في خليجي 19). لقد أضاعت عمان فرصة كبيرة للوقوف على منصة التتويج للمرة الرابعة على التوالي."
وانتفضت عمان لتغير وضعها في البطولة الإقليمية من فريق صغير يخسر بنتائج كبيرة إلى منافس حقيقي على اللقب بجيل ذهبي من اللاعبين أبرزهم الحارس علي الحبسي والمهاجم عماد الحوسني الذي لم يشارك اليوم بسبب الإصابة.
ومع هذه التشكيلة الرائعة التي ضمت أيضا صانع اللعب فوزي بشير والمهاجم بدر الميمني والمدافعين محمد ربيع وخليفة عايل وصلت عمان للمباراة النهائية في كأس الخليج في 2004 في قطر و2007 في الإمارات لتخسر في المرتين أمام البلد المضيف قبل أن تنتزع لقبها الأول حين استضافت البطولة على أرضها في يناير كانون الثاني 2009.
لكن النجاح الكبير لم يلبث أن تبخر بعد الفشل في التأهل لكأس اسيا بعد مشاركتين متتاليتين.
وانتقد زهران اختيارات لوروا وقال إن تغييراته لم تعد بفائدة على الفريق.
وقال "لا يعلم أحد لماذا أخرج (لوروا) فوزي بشير وهو حلقة الوصل المهمة في خط الوسط ولماذا استمر حسن ربيع رغم غيابه عن مستواه.. لقد افتقد الفريق اليوم المهاجم المميز عماد الحوسني."
ويثير تمسك لوروا بربيع هداف خليجي 19 دهشة كبيرة رغم فشل اللاعب في تسجيل أي هدف مع الفريق في أول مباراتين في وجود هاشم صالح مهاجم ظفار على مقاعد الاحتياطيين.
وسواء بقي لوروا مدربا للمنتخب العماني أو رحل فإن الفريق سيكون مطالبا بالبحث عن نفسه قبل أن يحاول التأهل لكأس العالم لأول مرة حين يخوض تصفيات 2014 التي قال لوروا عنها إنها الهدف الذي حدده مع الاتحاد العماني حين جدد عقده بعد انتصار 2009.